ريمون شاكر
الجمهورية
إذا كان اللبنانيون في حال ترقّب مشروع الموازنة وسلّة الضرائب والإجراءات التقشّفية التي ستطالهم، ومنشغلين بالمشكلات المالية والإقتصادية والمعيشية التي تحاصرهم، فإنّ الدول العربية والخليجية تستعدّ لحرب أميركية - إيرانية، إنطلقت شرارتها الأولى بعد التفجيرات التي طاولت أربع سفن في المياه الإقليمية الإماراتية مقابل ميناء الفجيرة، والهجوم الذي نفّذه الحوثيون بطائرات مسيّرة على محطتين لضخّ النفط في السعودية.
بعد هاتين الحادثتين، وبعد دخول حاملة الطائرات «أبراهام لينكولن» إلى المياه الإقليمية، والحديث عن إرسال 120 ألف جندي أميركي إلى المنطقة، تعيش دول الإقليم على برميل بارود لا أحد يعرف متى ينفجر.
عندما تدعو أميركا وبريطانيا رعاياهما إلى مغادرة العراق ودول الخليج، وعندما يحذّر رئيس مجلس الأمة الكويتي مرزوق الغانم من حرب متوقّعة، فهذا يعني أنّ الوضع خطير جداً.
فعلى رغم الوساطات السرّية التي تقوم بها بغداد وعُمان وقطر وسويسرا بين واشنطن وطهران، وعلى رغم المواقف المُعلنة من جانب المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية علي خامنئي، كما من جانب وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو باستبعاد خيار الحرب، فإنّ الحرب قد تحصل في أيّ لحظة.
إنّ إيران التي لم تعد تتحمّل العقوبات الأميركية القاسية على شعبها واقتصادها، هي أمام ثلاثة خيارات: إمّا الذهاب إلى الحرب المباشرة، وهي أذكى من أن تقع فيها، وإمّا شنّ الحرب بواسطة وكلائها في المنطقة، وهي ليست أكيدة أنها لن تطالها، وإمّا محاولة تعميم الأزمة الإقتصادية التي تعيشها على دول الخليج والعالم من خلال إستهداف إمدادات النفط، كما فعلت في الفجيرة وفي محطّتي ضخّ النفط في السعودية، وما قد تفعله في مضيق هرمز.
لقد هدّدت إيران مراراً بإقفال مضيق هرمز الذي تمرّ عبره نحو 35 في المئة من إمدادات النفط العالمية في حال نشوب حرب مع الولايات المتحدة.
وصرّح رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلّحة الإيرانية الجنرال محمد باقري «إذا لم يمرّ نفطنا عبر هذا المضيق، أكيد لن يمرّ نفط الدول الأخرى أيضاً».
على رغم هذه التهديدات، إيران لا تريد الحرب، لأنها تعلم علم اليقين أنّ الحرب لا تنقذها بل تدمّرها، ولكنها تسعى إلى عدم الذهاب إلى التفاوض من موقع ضعف، فتحرّك الحوثييّن على الجبهة الخليجية، وقد تضطر إلى تحريك «الحشد الشعبي» في العراق و»حزب الله» في لبنان، من أجل تحسين شروطها التفاوضية. ومن الواضح أيضاً أنّ ليس في نيّة أميركا شنّ حرب على إيران، بل تشديد الضغوط عليها، وإضعاف قدرتها على تمويل وتسليح حلفائها في المنطقة ومنهم «حزب الله» و«الجهاد الإسلامي» و«الحشد الشعبي» و«الحوثيون»، وأنّ إنتشار قواتها في الخليج جاء كقوّة ردع لتحقيق تلك الضغوط وليس بقصد الحرب. فطهران تعرف ذلك، ولكنها لا تريد الإستسلام والرضوخ للإملاءات الأميركية.
وحدها إسرائيل تريد الحرب، حتى ولو إضطرت إلى خوضها منفردة في وجه إيران وحلفائها، مغتنمةً فرصة قد لا تتكرّر، وهي العداء الحادّ بين أميركا وإيران، والتهديدات المتبادلة، ووجود دونالد ترامب في البيت الأبيض وفلاديمير بوتين في الكرملين. وكانت إسرائيل قد بدأت حربها الإستباقية منذ السنوات الأولى للحرب الدائرة في سوريا بتنفيذ عدّة ضربات داخل الأراضي السورية ضدّ مواقع تابعة للنظام ومستودعات أسلحة تعود إلى «حزب الله» والحرس الثوري الإيراني. ومنذ 2017 كثّفت إسرائيل ضرباتها على المنشآت العسكرية الإيرانية في الداخل السوري مستفيدةً من «قبّة الباط» الروسية، وحضّرت نفسياً الرأي العام العالمي والجمعية العمومية في نيويورك لتقبّل الحرب التي ستخوضها، زاعمةً في أيلول 2018 وجود موقع لإنتاج صواريخ بالغة الدقّة لصالح «حزب الله» وآخر لتخزينها في محيط مطار بيروت الدولي. ثمّ، وفي تشرين الثاني 2018 أعلن الجيش الإسرائيلي عن وجود أنفاق ل «حزب الله» تسمح بالتسلّل من لبنان إلى أراضي إسرائيل وباشر عملية تدميرها.
وهكذا، فإنّ إسرائيل بدأت حربها على إيران و»حزب الله» قبل إنسحاب أميركا من الإتفاق النووي، وقبل البدء بالعقوبات الأميركية على إيران، وتنتظر الفرصة السانحة لتدمير الترسانة العسكرية الإيرانية وصواريخ «حزب الله».
السؤال الذي يطرح نفسه: هل الولايات المتحدة لها مصلحة بنشوب حرب إقليمية تعرف متى تبدأ ولا تعرف متى وكيف تنتهي؟
هذا ما ستكشفه القمّتان الخليجية والعربية في مكّة المكرّمة في 30 من الشهر الجاري، اللتان دعا إليهما الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز، وبتوجيه من الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورعايته.
هناك مقولة تنطبق على واقعنا: إذا أردتَ السلام فاستعدّ للحرب.
بعد هاتين الحادثتين، وبعد دخول حاملة الطائرات «أبراهام لينكولن» إلى المياه الإقليمية، والحديث عن إرسال 120 ألف جندي أميركي إلى المنطقة، تعيش دول الإقليم على برميل بارود لا أحد يعرف متى ينفجر.
عندما تدعو أميركا وبريطانيا رعاياهما إلى مغادرة العراق ودول الخليج، وعندما يحذّر رئيس مجلس الأمة الكويتي مرزوق الغانم من حرب متوقّعة، فهذا يعني أنّ الوضع خطير جداً.
فعلى رغم الوساطات السرّية التي تقوم بها بغداد وعُمان وقطر وسويسرا بين واشنطن وطهران، وعلى رغم المواقف المُعلنة من جانب المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية علي خامنئي، كما من جانب وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو باستبعاد خيار الحرب، فإنّ الحرب قد تحصل في أيّ لحظة.
إنّ إيران التي لم تعد تتحمّل العقوبات الأميركية القاسية على شعبها واقتصادها، هي أمام ثلاثة خيارات: إمّا الذهاب إلى الحرب المباشرة، وهي أذكى من أن تقع فيها، وإمّا شنّ الحرب بواسطة وكلائها في المنطقة، وهي ليست أكيدة أنها لن تطالها، وإمّا محاولة تعميم الأزمة الإقتصادية التي تعيشها على دول الخليج والعالم من خلال إستهداف إمدادات النفط، كما فعلت في الفجيرة وفي محطّتي ضخّ النفط في السعودية، وما قد تفعله في مضيق هرمز.
لقد هدّدت إيران مراراً بإقفال مضيق هرمز الذي تمرّ عبره نحو 35 في المئة من إمدادات النفط العالمية في حال نشوب حرب مع الولايات المتحدة.
وصرّح رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلّحة الإيرانية الجنرال محمد باقري «إذا لم يمرّ نفطنا عبر هذا المضيق، أكيد لن يمرّ نفط الدول الأخرى أيضاً».
على رغم هذه التهديدات، إيران لا تريد الحرب، لأنها تعلم علم اليقين أنّ الحرب لا تنقذها بل تدمّرها، ولكنها تسعى إلى عدم الذهاب إلى التفاوض من موقع ضعف، فتحرّك الحوثييّن على الجبهة الخليجية، وقد تضطر إلى تحريك «الحشد الشعبي» في العراق و»حزب الله» في لبنان، من أجل تحسين شروطها التفاوضية. ومن الواضح أيضاً أنّ ليس في نيّة أميركا شنّ حرب على إيران، بل تشديد الضغوط عليها، وإضعاف قدرتها على تمويل وتسليح حلفائها في المنطقة ومنهم «حزب الله» و«الجهاد الإسلامي» و«الحشد الشعبي» و«الحوثيون»، وأنّ إنتشار قواتها في الخليج جاء كقوّة ردع لتحقيق تلك الضغوط وليس بقصد الحرب. فطهران تعرف ذلك، ولكنها لا تريد الإستسلام والرضوخ للإملاءات الأميركية.
وحدها إسرائيل تريد الحرب، حتى ولو إضطرت إلى خوضها منفردة في وجه إيران وحلفائها، مغتنمةً فرصة قد لا تتكرّر، وهي العداء الحادّ بين أميركا وإيران، والتهديدات المتبادلة، ووجود دونالد ترامب في البيت الأبيض وفلاديمير بوتين في الكرملين. وكانت إسرائيل قد بدأت حربها الإستباقية منذ السنوات الأولى للحرب الدائرة في سوريا بتنفيذ عدّة ضربات داخل الأراضي السورية ضدّ مواقع تابعة للنظام ومستودعات أسلحة تعود إلى «حزب الله» والحرس الثوري الإيراني. ومنذ 2017 كثّفت إسرائيل ضرباتها على المنشآت العسكرية الإيرانية في الداخل السوري مستفيدةً من «قبّة الباط» الروسية، وحضّرت نفسياً الرأي العام العالمي والجمعية العمومية في نيويورك لتقبّل الحرب التي ستخوضها، زاعمةً في أيلول 2018 وجود موقع لإنتاج صواريخ بالغة الدقّة لصالح «حزب الله» وآخر لتخزينها في محيط مطار بيروت الدولي. ثمّ، وفي تشرين الثاني 2018 أعلن الجيش الإسرائيلي عن وجود أنفاق ل «حزب الله» تسمح بالتسلّل من لبنان إلى أراضي إسرائيل وباشر عملية تدميرها.
وهكذا، فإنّ إسرائيل بدأت حربها على إيران و»حزب الله» قبل إنسحاب أميركا من الإتفاق النووي، وقبل البدء بالعقوبات الأميركية على إيران، وتنتظر الفرصة السانحة لتدمير الترسانة العسكرية الإيرانية وصواريخ «حزب الله».
السؤال الذي يطرح نفسه: هل الولايات المتحدة لها مصلحة بنشوب حرب إقليمية تعرف متى تبدأ ولا تعرف متى وكيف تنتهي؟
هذا ما ستكشفه القمّتان الخليجية والعربية في مكّة المكرّمة في 30 من الشهر الجاري، اللتان دعا إليهما الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز، وبتوجيه من الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورعايته.
هناك مقولة تنطبق على واقعنا: إذا أردتَ السلام فاستعدّ للحرب.
يقول نابليون بونابرت: قوام الحرب ثلاثة: المال والمال والمال.